“طيران الجزيرة” تشهد نمواً قوياً في حركة المسافرين في منطقة الشرق الأوسط

لا يزال تركيز شركة “طيران الجزيرة” المنصب على منطقة الشرق الأوسط يدرّ لها الأرباح، إذ ارتفعت حركة المسافرين 7% في شهر مايو 2013. وشهدت طيران الجزيرة ارتفاعاً كبيراً في عدد المسافرين خلال شهر مايو لعدد من أهم الوجهات الإقليمية التي تخدمها، حتى في ظل المنافسة القوية على المستوى الإقليمي من شركات الطيران الاقتصادي والناقلات الوطنية التي تمتلك طائرات ذات حجم كبير. وسجّلت “طيران الجزيرة” معدل نمو قوي على الخطوط التي تخدم كل من دبي، وبيروت، وعمّان، وجدّة، والقاهرة، وشرم الشيخ، وأسيوط، وسوهاج خلال شهر مايو الماضي.

يذكر أن شبكة “طيران الجزيرة” تخدم 19 وجهة في 11 دولة، وتركز على منطقة الشرق الأوسط بحيث لا تستغرق مدّة السفر إلى معظم وجهاتها أكثر من ساعتين انطلاقاً من مطار الكويت. وعلى عكس نظيراتها من شركات الطيران منخفضة التكلفة في منطقة الخليج مثل فلاي دبي والعربية للطيران، تركز الشركة على العائد أولاً ثم النمو. وتهدف “طيران الجزيرة” إلى تعزيز أرباحها في القطاعات التي تخدمها حالياً على الأساس الفصلي، بدلاً من دخول أسواق جديدة وتوسّع شبكة وجهاتها. ويتضمن ذلك زيادة عدد الرحلات إلي الوجهات الأكثر طلباً من قبل المسافرين والأعلى ربحيةً، ومن ثم تعزيز معدل إشغال الرحلات تدريجياً ورفع مستويات العائد.

خريطة وجهات طيران الجزيرة في يوليو 2013

1
المصدر: “طيران الجزيرة”

وارتفعت حركة المسافرين على متن “طيران الجزيرة” من الكويت إلى دبي خلال شهر مايو 2013 بنسبة ملحوظة وصلت إلى 19% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، وزيادة من نسبة النمو التي شهدتها في أبريل الماضي حيث كان نمو المسافرين بنسبة 6% عن الفترة ذاتها من العام الماضي. هذا وتعد دبي من أكثر الوجهات طلباً من قبل الكويتيين، واستطاعت شركة “طيران الجزيرة” الحفاظ على حصة سوقية بنسبة 15% من هذه الوجهة رغم المنافسة القوية.

الطاقة الاستيعابية لمطار الكويت الدولي (عدد المقاعد المتوفّرة) بحسب الوجهات ما بين 1 يوليو 2013 و8 يوليو 2013

2
المصدر: مركز “كابا”

بفضل رحلاتها الأربع اليومية، الأولى في منتصف فترة النهار، واثنتان في المساء، وأخرى في وقت متأخر ليلاً، تمكنت “طيران الجزيرة” من جذب رجال الأعمال المسافرين إلى دبي، إضافة إلى تعزيز حركة المسافرين على شبكة وجهة دبي النامية بشكل سريع. هذا وتقدم درجة رجال الأعمال في “طيران الجزيرة” خدمات مميزة مثل إتاحة المجال أمام المسافر لحمل أمتعة وزنها 60 كيلوغراماً، وأولوية الجلوس في المقاعد، ودخول صالة درجة الأعمال مجاناً، وتقديم وجبات وخدمة الترفيه داخل الطائرة، وهي منتج تنافسي بالنسبة لشريحة الطيران الاقتصادي.

السوق المصرية: أداء نامي لـ”طيران الجزيرة”

أظهرت الوجهات المصرية نمواً قوياً هي الأخرى، خاصة وأن “طيران الجزيرة” تخدم ست وجهات في مصر. وشهدت الشركة زيادة في عدد المسافرين بنسبة 19% خلال شهر مايو 2013 على خط الكويت-شرم الشيخ مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي، وزيادة بنسبة 22% على خط الكويت-أسيوط، و12% على خط الكويت-سوهاج. أما حركة خط القاهرة فشهدت ارتفاعا بنسبة 6% خلال شهر مايو الماضي مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.

واستحوذت شركة “طيران الجزيرة” على حصة سوقية قيادية على معظم الخطوط التي تخدم وجهاتها المصرية، إذ تهيمن على حصة تشغيلية تفوق نسبة  50% على الخطوط التي تخدم أسيوط وشرم الشيخ والأقصر. علاوة على ذلك، تشغّل “طيران الجزيرة” أسبوعياً 9 آلاف مقعداً تقريباً بين الكويت ومصر، حيث تشكل بين 35% إلى 45% من الطاقة الاستيعابية للشركة على الأساس الأسبوعي. ولا تزال هذه الوجهات تحقق أداءاً جيداً في ظل الديمقراطية الوليدة في البلاد، وعلى الرغم من أن المظاهرات الأخيرة والتدخل اللاحق من الجيش الذي قد يفرض بعض التحديات.

الحصة السوقية التي استحوذت عليها “طيران الجزيرة” على الخطوط التي تخدم الوجهات المصرية

الوجهة الحصة السوقية الشركات المنافسة
الاسكندرية 17% العربية للطيران، مصر للطيران، الخطوط الجوية الكويتية، نايل اير
أسيوط 54% العربية للطيران، مصر للطيران
القاهرة 26% مصر للطيران، الخطوط الجوية الكويتية
الأقصر 70% العربية للطيران، مصر للطيران
شرم الشيخ 55% مصر للطيران، الخطوط الجوية الكويتية
سوهاج 44% العربية للطيران، مصر للطيران، الخطوط الجوية الكويتية

المصدر: مركز “كابا” و”إنوفاتا”

بعيداً عن الإمارات ومصر، شهدت وجهات السعودية أيضاً نمواً كبيراً في حركة المسافرين خلال شهر مايو، في أعقاب توقيع اتفاقية خدمات الطيران الجديدة بين البلدين في أواخر عام 2012. ونمت خدمات شركة “طيران الجزيرة” إلى مدينة جدّة بقوة، رغم أن توسعها في وجهة الرياض كان خافتاً.

كما تشهد وجهة اسطنبول هي الأخرى نمواً قوياً، وخط الكويت-اسطنبول هو أطول خط تشغله “طيران الجزيرة”. وتشغّل “طيران الجزيرة” رحلتين أسبوعياً إلى اسطنبول وفق خدمات مجدولة بحسب موسم السفر في الصيف الذي يبدأ من 31 مايو 2013. وزادت حركة المسافرين إلى هذه الوجهة عن 40% مقارنة بمستويات 2012.

هذا وتنظر “طيران الجزيرة” باهتمام إلى موضوع زيادة الطاقة الاستيعابية في السوق الكويتية، وفي سوق المسافات القصيرة بمنطقة الشرق الأوسط بشكل عام. وفي ظل انخفاض تنافسية شركة الخطوط الجوية الكويتية أمام الناقلات الجوية الخليجية الست في سوق المسافات البعيدة، لجأت بعض أكبر شركات طيران في الخليج إلى إعادة توزيع طاقتها الكبيرة لخدمة وجهات المسافات القصيرة، بهدف الحصول على حصة من سوق الكويت على المسافات البعيدة.

أما بالنسبة للربع الثالث من عام 2013، من المتوقع أن تشهد شركة “طيران الجزيرة” طلباً مرتفعاً من المسافرين في هذا الفصل، بعد أن سجلت نتائج أفضل من المتوقع في الربع الأول من 2013، وأكثر من الطلب المعتاد في الربع الثاني من 2013.

وتشهد الشركة عادةً في موسم الذروة خلال فصل الصيف بالربع الثالث أقوى إيراداتها، ونتائج ربحيتها، وارتفاعاً كبيراً في عوائدها.

عوائد “طيران الجزيرة” من الربع الأول من عام 2009 إلى الربع الأول من عام 2013

3
المصدر: طيران الجزيرة

ومع حلول شهر رمضان في 10 يوليو 2013، من المتوقع أن تكون الشركة قد شهدت ذروة مضاعفة في فترة السفر خلال فصل الصيف، بسبب تصاعد موجة السفر قبيل الشهر المبارك، وموجة تصاعد ثانية في السفر خلال وبعد عيد الفطر. لكن بعد تلك الفترة، من المرتقب أن يكون الطلب على حركة السفر في الربع الرابع من 2013 معتدلاً.

نمو منخفض وثابت للأسطول

تتمةً لتوقعات نموها القوية، تسلمت “طيران الجزيرة” طائرة أخرى جديدة من طراز إيرباص A320 في يونيو 2013. وبانضمام هذه الطائرة الأخيرة، يصبح مجموع طائرات أسطول الشركة 13 طائرة، تقوم بتأجير ست منها لشركات طيران أجنبية عبر ذراعها التأجيري المملوك بالكامل، شركة “سحاب لتأجير الطائرات”، وهي جزء ذو أداء قوي في المجموعة. وتقوم “سحاب لتأجير الطائرات” بتأجير الطائرات إلى كل من شركة “فيرجن أميركا”، والخطوط السيرلانكية، وطيران ناس، لتوفّر إيرادات منتظمة ومستقرة، وأرباحاً ملحوظة لمجموعة طيران الجزيرة.

وبفضل الطائرة الجديدة، ستعود طائرة واحدة إلى وحدة التأجير، وتحتفظ  بذلك “طيران الجزيرة” بأحدث الطائرات في عملياتها التشغيلية، لتبقي عمر الأسطول وتكاليف الصيانة منخفضة. فيما يتم تحويل الطائرات الأقدم عمراً إلى وحدة التأجير.

من جهة أخرى، ومع بداية شهر يونيو 2013، حصلت “طيران الجزيرة” على قرض بقيمة 90 مليون دولار أمريكي لفترة استحقاقها 12 عاماً من بنك الكويت الوطني وبنك دي في بي، الهدف منه معالجة متطلبات تمويل أسطولها في العامين المقبلين. وسيموّل القرض عملية شراء ثلاث طائرات A320، من بينها التي تسلمتها مؤخراً، فيما سيتم تسليم الطائرتين الأخريتين في أكتوبر 2013 ومايو 2014 على التوالي.

في غضون ذلك، لا تضع شركة “طيران الجزيرة” حتى الآن في حسبانها شراء أو تأجير طائرة جديدة، وتفضل التركيز على توجيه الاستفادة من طائراتها، وتعزيز معدل الإشغال وفق الأسطول الحالي. ووفقاً لرئيس مجلس إدارة المجموعة، مروان بودي، تنوي “طيران الجزيرة” الانتظار حتى نهاية عام 2014 قبل البدء في مفاوضات مع مصنعين لشراء طائرة جديدة في 2017. هذا ولا تزال الشركة ملتزمة بالشراء من عائلة A320، وستتخذ طريقة التريث والانتظار في شراء طائرة جديدة مثل A320neo، و737 MAX، حيث تفضل أن تقوم شركات طيران أخرى بتجربة هذه التكنولوجيا الجديدة قبل التوجه إليها.

وفق معايير الشرق الأوسط، تتبع “طيران الجزيرة” خطة أسطول متواضعة على نحو استثنائي. فالكثير من نظيرات “طيران الجزيرة” يضيفون طاقة استيعابية عند معدل يساوي تقريبا طائرة كل شهر. على سبيل المثال، تخطط شركة فلاي دبي إلى إضافة ست طائرات أخرى من طراز بوينغ 737-800s إلى أسطولها بنهاية العام الجاري، بما فيها الطائرة الأولى ذات الدرجتين. من جهتها، تخطط أيضاً شركة العربية للطيران إلى إضافة ست طائرات جديدة من طراز إيرباص A320، بينما تخطط طيران ناس بتسلم أربع طائرات من طراز إيرباص A320 خلال النصف الثاني من 2013، من ضمنها واحدة استأجرتها مؤخراً من شركة “سحاب لتأجير الطائرات”.

وتنوي شركة “طيران الجزيرة” الاستمرار في مسار نموها الثابت، والتركيز على تعزيز العائد في عملياتها التشغيلية تدريجياً، وتنفيذ خطتها الاستراتيجية الرامية إلى ضمان ربحية مستمرة، وهو ما أثبت نجاحه حتى الآن.