مركز كابا : خطة طيران الجزيرة للعودة إلى الربحية أجنت ثمارها و تواصل تحقيق نتائج إيجابية مركز كابا : النظرة المستقبلية للشركة خلال الفترات المتبقية من هذا العام إيجابية

في تقرير تحليلي مستقل أصدره “مركز آسيا والمحيط الهادئ للطيران” (مركز كابا) الرائد في تقديم التقارير والتحاليل عن قطاع النقل الجوي في أسيا والمحيط الهادئ، أشاد “مركز كابا” بالتحول الجذري الإيجابي الذي نفذته إدارة شركة “طيران الجزيرة” خلال العام.

وقال المركز أنه على الرغم من التقلبات التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط منذ بداية العام وارتفاع أسعار النفط ، حققت “طيران الجزيرة” أرباحاً قياسية لفترة الربع الثاني المنتهي في 30 يونيو 2011، مقارنة بخسائر خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، إذ بلغت قيمة الأرباح في الربع الثاني من العام 2.2 مليون د.ك، مقابل خسائرها التي وصلت إلى 4.7 مليون دينار كويتي خلال الفترة ذاتها من 2010.

وأضاف المركز أن هذه النتائج الإيجابية جاءت بعد الأرباح التي حققتها الشركة خلال أربع فترات فصلية متتالية ، التي تعكس التحسنات الجذرية في أداء الشركة منذ أن أطلقت خطة “العودة إلى الربحية” في مايو 2010.

وذكر المركز أن “طيران الجزيرة” كانت قد سجلت خسائر لأول مرة لعام كامل لها في عام 2009 بسبب تأثيرات الأزمة المالية على حركة السفر والزيادة الفائقة في عدد المقاعد التي طرحتها ناقلات أخرى في الكويت، مما انعكس على خمس فترات فصلية متتالية تكبدت الشركة خسائر خلالها.

وضمن خطة “العودة إلى الربحية”، قامت طيران الجزيرة بتخفيض عدد الموظفين بنسبة 30% ، إضافة إلى تقليص حجم أسطولها من 11 طائرة إلى ست طائرات.  وبعد مراجعة طفيفة لشبكة خطوطها في عام 2009، اتجهت الشركة إلى التركيز على خدمة الوجهات المربحة والتي تستغرق ساعتين من مركزها في الكويت.  وتخدم طيران الجزيرة اليوم الوجهات الأكثر طلباً في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، إضافة إلى الوجهة الاستثنائية الوحيدة خارج المنطقة وهي العاصمة التركية اسطنبول.

أداء 2011 فاق التوقعات

وأضاف المركز أنه على الرغم من التأثيرات الاقتصادية السلبية لـ”الربيع العربي” بصورة عامة، إلا أن أداء “طيران الجزيرة” على المستويين التشغيلي والمالي فاقا توقعات الشركة. ففي الربع الأول من 2011، انخفض عدد المسافرين على طيران الجزيرة بنحو 14,000 مسافر بسبب الاضطرابات الإقليمية، وعلى الفور أسست الشركة فريقاً للاستجابة للحالات الطارئة. واستطاعت “طيران الجزيرة” بذلك إدارة تأثيرات هذه الاضطرابات لغاية الربع الثاني من خلال زيادة عدد المقاعد التي توفرها إلى دبي والقاهرة وجدّة، وهي مدن شهدت زيادة في عدد المسافرين إليها كبديل للوجهات الاقليمية السياحية المعتادة. في أثناء هذا ما تزال الشركة تراقب تطور الأوضاع في سورية.

وفي الربع الثاني من العام، تحسّنت إيرادات الشركة بنسبة 63.6% مقارنة بالعام الماضي لتبلغ 13.9 مليون د.ك ومقابل ذلك، ارتفعت التكاليف بنسبة 7% إلى 1.1 مليون د.ك، بسبب ارتفاع أسعار الوقود.  وازداد معدل سعر الوقود من 85 دولار للبرميل في الربع الثاني من عام 2010 إلى 120 برميل في الربع الماضي، أي زيادة بنسبة 41%، ما أضاف 1.1 مليون د.ك إلى إجمالي تكاليف الوقود للشركة.

رسم بياني: إيرادات وأرباح طيران الجزيرة من الربع الأول من عام 2010 إلى الربع الثاني من عام 2011:

1

وأضاف المركز أن “طيران الجزيرة” حققت معدل حمولة بلغ نسبة 66.6%، أي زيادة بنسبة 23.7 نقطة مئوية مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي.  وقال المركز أن ذلك يعكس نجاح جهود “طيران الجزيرة” للعودة إلى الربحية، وأنه لا يزال هناك فرصا واضحة لتحسن النتائج.  ففي الربع الثاني من العام، سجلت طيران العربية المنافسة لطيران الجزيرة معدل حمولة بلغ 82.5%.

وازداد عائد طيران الجزيرة للمقعد الواحد بشكل ملحوظ بنسبة 52% في الربع الثاني من العام مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي.  وتضاعف العائد للمقعد الواحد منذ عام 2009، ومن المتوقع أن تواصل هذه المستويات تحسنها في الربع الثالث من العام الجاري وهي أكثر الفترات ازدحاماً في حركة السفر.

رسم بياني:عائد طيران الجزيرة للمقعد الواحد من الربع الأول من عام 2009 إلى الربع الثاني من عام 2011:

2

العودة إلى الربحية على المدى الطويل

وقال المركز أن “طيران الجزيرة” زادت تدريجياً حصتها التشغيلية على الخطوط التي تخدمها، واستحوذت على حصص قيادية في أربعة من الخطوط الثمانية عشر التي تخدمها، فيما استحوذت على ثلث الحصة السوقية في ستة خطوط أخرى.  وفي مايو 2011، أطلقت الشركة خط القاهرة، واستحوذت فيه مع نهاية شهر يونيو على حصة تشغيلية بنسبة 23%، وتتطلع لرفع نسبة الاستحواذ إلى 33% من إجمالي الحصة السوقية على خط الكويت-القاهرة مع بدء تشغيل ثلاث رحلات يومية.

وأضاف المركز أن الشركة قامت بمراجعة طلبية الطائرات لدى إيرباص، حيث ألغت 25 طلبية من أصل 40 طائرة من طراز ايرباص A320 التي قامت بها في عام 2007.  وستتسلم طيران الجزيرة أربع طائرات إيرباص بين عامي 2012 و2014 ، وتأتي ضمن خطة لتوسيع أسطولها بشكل تدريجي مقارنة مع الناقلات الأخرى في المنطقة.

وذكر المركز أنه خلال عام 2010، قامت “طيران الجزيرة” بالاستحواذ بالكامل على شركة “سحاب لتأجير الطائرات” واستخدامها لإعادة نشر الفائض في أسطولها من خلال تأجير الطائرات غير المستخدمة.  وقد قامت بتأجير طائرات لصالح شركة “فيرجن أمريكا” والخطوط السريلانكية.

وواصلت “طيران الجزيرة” تخفيض حجم طاقتها الاستيعابية منذ نهاية عام 2009.  وفي النصف الأول من العام الجاري، كان حجم قدرة الشركة قد انخفض بنسبة 35% مقارنة بالعام الماضي، بينما انخفض عدد المسافرين بنسبة 18%.  وفي الفترة ذاتها، ارتفع العائد على المقعد الواحد بنسبة 59%، ووصل صافي الهامش على مستويات تزيد عن 9 % في الأشهر الإثني عشر الأخيرة.

رسم بياني: صافي هامش الربحية لطيران الجزيرة من الربع الأول من 2010 إلى الربع الثاني من عام 2011:

3

واختتم المركز التقرير عن أداء “طيران الجزيرة” قائلاً إن النظرة المستقبلية المتعلقة بأداء الشركة خلال الفترات المتبقية من هذا العام إيجابية.  فبعد أداء النصف الأول الذي فاق التوقعات، ترى الشركة  أنه سيكون هناك طلبا قويا في الربع الثالث من العام ، وهو ما يتوافق مع توقعاتها في وقت سابق  من 2011. وتتوقع الشركة أن تختم خطة “العودة إلى الربحية” مع نهاية العام الجاري، ولكنها ستظل مركزة على إدارة التكاليف الصارمة، ومواصلة النمو التدريجي لتعزيز أرباحها.